أكبر خسارة أسبوعية لأسعار الغاز الأوروبية في 2023 .. ضعف الطلب مستمر
سجلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا أكبر خسارة أسبوعية خلال العام الحالي في ظل وصول معدلات الملء في المستودعات الأوروبية إلى مستويات غير مسبوقة واستمرار ضعف الطلب على الوقود. وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء أمس، أن سعر العقود الآجلة الهولندية القياسية تسليم الشهر المقبل ارتفعت صباح أمس، لكنها ما زالت تسجل أكبر تراجع لها منذ كانون الأول (ديسمبر) 2022، حيث ما زالت الأسعار أقل بنسبة 60 في المائة تقريبا عن مستوياتها في بداية العام الحالي بعد تذبذب شديد في حزيران (يونيو) الماضي.
ويأتي التراجع الكبير للأسعار خلال الأسبوع الحالي، مع وصول نسبة امتلاء مستودعات تخزين الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أكثر من 80 في المائة من إجمالي الطاقة التخزينية، واستئناف ضخ الغاز من النرويج أكبر منتج للغاز في أوروبا، عقب الانتهاء من عمليات الصيانة للمنشآت الغازية.
ويعني ارتفاع المخزونات حاليا أن أوروبا لن تجد سعة تخزينية إضافية بحلول أيلول (سبتمبر) الماضي، ما يعني تراجع الطلب والأسعار قبل أن تواجه المنطقة فائضا في الإمدادات.
وأشارت “بلومبيرج” إلى أن اعتدال درجة الحرارة في الشتاء المقبل، يمكن أن يدفع أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا للتراجع إلى 15 يورو لكل ميجاواط/ ساعة، وهو نحو نصف مستوى السعر الحالي بحسب بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي.
وارتفع سعر العقود الهولندية الآجلة صباح أمس، بنسبة 1.1 في المائة إلى 26.91 يورو لكل ميجاواط/ ساعة تسليم الشهر المقبل، في حين ارتفعت أسعار العقود الآجلة البريطانية بنسبة 1.2 في المائة اليوم.
وقد يتوقع محللون من مختلف شركات التداول والاستشارات مثل إنرجي أسبيكتس ليمتد وسيتي جروب، مزيدا من تراجع الأسعار قبل حلول فصل الشتاء.
وقال محللون في إنرجي أسبيتكس في مذكرة الأسبوع الماضي: إن القارة قد تصل إلى المخزونات المستهدفة 100 في المائة في بداية سبتمبر المقبل، ما سيؤدي إلى فائض في المعروض في السوق خلال تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ما سيؤدي إلى انهيار الأسعار.
وأفاد محللو شركة ألفا إنيرجي ليمتد في مذكرة للعملاء: بأن الطلب الضعيف ما زال يضغط على أسعار العقود قصيرة الأجل، في حين حققت الأسعار في العقود الأطول أجلا بعض المكاسب أخيرا.
وأشارت “بلومبيرج” إلى أن موسم التدفئة في فصل الشتاء المقبل سيكون الثاني لأوروبا دون الإمدادات الطبيعية للغاز الروسي، ما يجعل القارة تعتمد بشدة على استيراد الغاز المسال في ظل منافسة عالمية قوية على هذا الوقود التقليدي.