أثر الحوكمة على الجمعيات في تحقيق أهدافها الاستراتيجية
✍🏻 بقلم / عمار محمد
تعيش الحوكمة في وقتنا الحالي أسمى مراحلها ولا يقتصر ذلك على المنظمات غير الربحية
بل تشمل المنظمات الحكومية والمنظمات الربحية، ومع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 أنشئت المملكة المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
ساهمة المملكة في انشاء المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي، والذي يعد هدفًا إستراتيجيًّا ضمن خطة رؤية 2030 الهادفة إلى تمكين القطاع غير الربحي، وتحقيق أثر أعظم للقطاع على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، حيث يُعد المركز أحد مبادرات برنامج التحول الوطني لتنمية القطاع غير الربحي .وتعد الحوكمة الوسيلة التي بموجبها يتحقق استخدام كفاءة الموارد وتعظيم قيمة المؤسسة وتدعيم مركزها التنافسي بما يمكنها من تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة.
ومن دوافع تطبيق الحوكمة في القطاع غير الربحي ما يلي:
1- توعية القطاع باللوائح والأنظمة الحكومية.
2- إيجاد الطرق المناسبة التي من خلالها تحدد المنظمات أهدافها.
3- تفعيل دور الشفافية والمساءلة.
4- تعزيز الرقابة والتنظيم وتطوير أعمال المنظمات غير الربحي.
5- قياس أثر المنظمات غير الربحية.
من مبادئ الحوكمة في تحقيق الخطط الاستراتيجية، المسؤولية و تعني أن الجمعية العمومية ومجلس الإدارة كل بحسبه مسؤولون قانونيا عن القرارات التي تصدر في المنظمة، ولذلك
تهدف أنظمة الحوكمة إلى رفع الحس بالمسؤولية لدى كل عضو مما يدفعه للعمل بإخلاص وإتقان لصالح المنظمة وأيضاً مبدأ المساءلة تعني أن أنظمة الحوكمة في المنظمة يجب أن تضمن لأصحاب المصلحة والأطراف ذات العلاقة حق مساءلة الجمعية العمومية ومجلس الإدارة كل بحسب اختصاصه عن أداء المنظمة، كذلك مبدأ الشفافية و تعني توفير ومشاركة المعلومات والتقارير الدقيقة والحديثة مع الجميع دون غموض أو تضليل ومن المبادئ العدالة وهي تعني إعطاء كل ذي حق من أصحاب المصلحة والأطراف ذات العلاقة حقه من المساءلة والشفافية والمشاركة في اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى حماية المصالح بين مديري المنظمة وبين أصحاب المصالح الأخرى ، وتكافىء المعاملة بين المستفيدين وأيضاً توفير الأسس اللازمة لرفع مستوى الشفافية وتوضيح المسؤوليات.
وتسعى المنظمات غير الربحية لتحقيق أهدافها الاستراتيجية على سبيل المثال حل بعض المشاكل الأساسية للمجتمع كمشكلة التدخين وأثرها على المجتمع وذلك بإنشاء مركز تأهيلي مجاني لعلاج ادمان المدخنين أيضاً حل مشكلة الوقاية الصحية من الأمراض المزمنة عبر تقديم التوعية الصحية اللازمة للمجتمع بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل و تفعيل دور المنظمات غير الربحية في الرقابة والمشاركة المجتمعية، ومن ذلك أيضاً تقوية العلاقات الاجتماعية وذلك عبر المساهمات المقدمة من الجهات الداعمة.
ومما تحققه الحوكمة مكافحة الفساد الإداري حيث تساعد الحوكمة في تفعيل دور الأجهزة الرقابية لتحديد مواطن الفساد داخل المنظمة وذلك عبر لوائح وأنظمة تضمن للأجهزة المعنية من وضع الخطط اللازمة للحد من الممارسات غير الشرعية، وتحقق أيضاً الالتزام بالمعايير المحاسبية حيث يساعد ذلك في إدارة موارد المنظمة غير الربحية والحد من التلاعب في استخدامها في غير ما خصص لها، وأيضا تحقق الحوكمة الجدوة والتميز المؤسسي وذلك عن طريق تفعيل دور مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية واللجان باستغلال مصادر التمويل المتاحة لتحقيق أفضل الفوائد الممكنة لجميع الأطراف ذات المصلحة والمجتمع بشكل عام، ومما تحققه الحوكمة التنمية المستدامة للمنظمات غير الربحية حيث أنه لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من غير تطبيق الحوكمة كما أنها تساعد في خلق بيئة تنافسية بين المنظمات غير الربحي تصب في مصلحة الفرد وتحقق المسؤولية المجتمعية مما يخفف العبء على الدولة
ومن هذا المقال يتبين لنا أهمية تطبيق الحوكمة وأثرها على المنظمات غير الربحية ودورها البارز في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وعلى ذلك نأمل بتعزيز الجهود في تطبيق الحوكمة بجميع معاييرها لتحسين سير عمل المنظمات غير الربحية.